التصدي لجائحة كورونا (كوفيد 19)
منذ أوائل أبريل نيسان، قام البنك الدولي بتنفيذ 25 عملية قيمتها الإجمالية 6 مليارات دولار لدعم التعافي من جائحة كورونا في جنوب آسيا. وقد انصب التركيز في البداية على الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية وحماية الفئات الأكثر ضعفاً. وفي المستقبل، فإن أولويتنا هي تمهيد الطريق لتحقيق انتعاش شامل ومرن. ويتعين على بلدان المنطقة أن تعيد تصور الخدمات الأساسية، مثل الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية، من أجل حماية شعوبها من الصدمات بشكل أفضل في المستقبل. ولخلق مستقبل أكثر مرونة، تحتاج هذه البلدان إلى مساندة الشركات ودعم خلق فرص العمل.
دعم النمو المستدام وخلق فرص العمل
لا يمكن لمنطقة جنوب آسيا مواصلة النمو المرتفع إلا إذا حققت نموا أكبر للاستثمارات والصادرات. فمع دخول ما يقدر بنحو 1.5 مليون شخص إلى سوق العمل كل شهر على مدار العقدين المقبلين، يصبح إيجاد الوظائف أمرا لازما.
وسيعمل مشروع بقيمة 120 مليون دولار في نيبال على تحسين خدمات التشغيل ونواتج سوق العمل لنحو 100 ألف شاب وخاصة للنساء منهم.
وفي باكستان، سيساعد مبلغ إضافي قدره 700 مليون دولار لمشروع داسو للطاقة الكهرومائية على خفض التكلفة الإجمالية لتوليد الكهرباء في البلاد، مما يفيد ملايين المستخدمين ويجعل الكهرباء ميسورة التكلفة. وستولد محطة الطاقة الكهرومائية معظم إنتاجها من الكهرباء خلال أشهر الصيف، عندما يكون الطلب أعلى، مما يساعد على خفض انقطاع التيار الكهربائي.
وفي أفغانستان، تدعم حزمة تمويلية بمبلغ 99 مليون دولار مشروعين لتوليد الكهرباء بالغاز من أجل زيادة إمدادات الكهرباء المولدة مع الاستفادة من الموارد التمويلية الخاصة لقطاع الطاقة. وتتضمن هذه الحزمة ضمانات وتمويلا من المؤسسة الدولية للتنمية عبر نافذة القطاع الخاص التابعة لمؤسسة التمويل الدولية والوكالة الدولية لضمان الاستثمار ضمن العملية الثامنة عشرة لتجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية، وتستخدم قروضا من مؤسسة التمويل الدولية وضمانات من الوكالة.
وفي الهند، سيساعد مشروع بقيمة 210 ملايين دولار في ولاية ماهاراشترا صغار المزارعين على الوصول إلى الأسواق المحلية وأسواق التصدير، وزيادة الاستثمارات الخاصة في سلاسل القيمة الزراعية، وزيادة الإنتاجية، والاستجابة لتقلبات الأسعار، وبناء قدرة المحاصيل على التحمل. وسيتم تنفيذ المشروع في جميع مقاطعات الولاية البالغ عددها 36 مقاطعة ويستفيد منه أكثر من مليون أسرة زراعية. ومن المتوقع أن تشكل النساء 43% على الأقل من المزارعين والعمال المشاركين في البرنامج.
الاستثمار في البشر ودعم النمو الشامل
لتعزيز رأس المال البشري باعتباره محركا للنمو، يساعد البنك الدولي على تحسين سبل الحصول على التعليم وجودته، ومعالجة التقزم وسوء التغذية، وتدعيم النظم والخدمات الصحية، وتوسيع شبكات الأمان لحماية أفقر الناس.
في باكستان، ارتبط البنك الدولي بتقديم مبلغ 436 مليون دولار لتحسين الخدمات الصحية والتعليمية ونظام الحماية الاجتماعية للأسر الفقيرة والأولى بالرعاية في بلوشستان وخيبر باختونخوا والبنجاب. وستساعد هذه المشروعات على زيادة جودة الخدمات الصحية والاستفادة منها، وتحسين جودة التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، وتوفير فرص التعلم للأطفال في المدارس الابتدائية والثانوية، وإنشاء برامج للاحتواء الاقتصادي والاجتماعي أكثر كفاءة. وفي شهر ديسمبر/كانون الأول 2019، أقام البنك حملة فتيات يتعلمن، نساء يكسبن التي استمرت 100 يوم، وركزت على خلق فرص أفضل لتعليم وتشغيل الفتيات والنساء في باكستان.
وفي بنغلاديش، سيساعد مشروع إتاحة إمدادات المياه والصرف الصحي للبلديات بتكلفة 100 مليون دولار في حصول ما لا يقل عن 600 ألف شخص على مصادر المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي. وسيدعم أيضا مراكز غسل اليدين في العديد من البلديات لرفع مستوى النظافة، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى مواجهة جائحة فيروس كورونا وعلى المدى الأطول.
تعزيز القدرة على الصمود في وجه الصراعات وتغير المناخ
تتزايد مخاطر الصراع والهشاشة في جنوب آسيا، مما يؤدي إلى تزايد النزوح. ويتعاون البنك الدولي مع الشركاء لتقديم الخدمات الأساسية للنازحين والمجتمعات المضيفة. ففي بنغلاديش، وافقنا على ثلاث عمليات بإجمالي قدره 350 مليون دولار للمساعدة في تلبية احتياجات المجتمعات المضيفة والنازحين من الروهينجا. ومن خلال ثلاثة مشروعات، سنوفر لنحو 4 ملايين شخص إمكانية الحصول على خدمات الصحة والتغذية وتنظيم الأسرة ومعالجة العنف ضد المرأة، وذلك من خلال خدمات الوقاية والاستجابة.
كما أن المنطقة معرضة بدرجة كبيرة لتأثيرات المناخ، بما في ذلك الكوارث الطبيعية وارتفاع مستوى سطح البحر ودرجات الحرارة. ويتطلب معالجة هذه المسائل بناء القدرة على مواجهة التحديات على المستوى المحلي.
ففي الهند، سيؤدي مشروع بقيمة 80 مليون دولار إلى تحسين إدارة المياه وزيادة الإنتاجية الزراعية لأكثر من 400 ألف من صغار المزارعين والنساء والمجتمعات الرعوية في هيماشال براديش.
ولأول مرة في جنوب آسيا، قمنا بتفعيل خيار السحب المؤجل لمواجهة الكوارث بقيمة 10 ملايين دولار، والذي سيساعد جزر ملديف على الحد من المخاطر وأوجه الضعف المرتبطة بجائحة فيروس كورونا.
وفي بوتان، سيساند تمويل بإجمالي 15 مليون دولار من خلال تفعيل خيار السحب المؤجل إصلاح إدارة مخاطر المناخ والكوارث، بما في ذلك حالات تفشي الأمراض. وفي نيبال، قدمنا مبلغا إضافيا قدره 200 مليون دولار لمشروع إعادة بناء المساكن المتضررة بالزلازل. سيمول هذا المشروع ما يقرب من 87 ألف منزل إضافي في 32 منطقة تضررت من زلزال 2015 وسيقدم منحا للأسر للتأكد من أن المساكن التي أعيد بناؤها مقاومة للزلازل.
وفي الهند، سيساعد مشروع بقيمة 400 مليون دولار الحكومة على وضع إطار مؤسسي لإدارة حوض نهر غانغا وتمويل الاستثمارات التي تعالج التلوث في المناطق الحضرية بالحوض.
تعزيز التكامل الإقليمي
يدعم البنك الدولي التجارة عبر الحدود، وربط شبكات النقل والطاقة، والأمن المائي على المدى الطويل، والاستدامة البيئية، والقدرة على الصمود في جنوب آسيا التي لا تزال واحدة من أقل المناطق تكاملا من الناحية الاقتصادية في العالم.
ففي بنغلاديش، سيقوم برنامج بقيمة 500 مليون دولار بتوسيع وتعزيز طريق سريع وطني بطول 260 كيلومترا للمساعدة في زيادة التجارة الإقليمية وتحسين سبل كسب العيش لأكثر من 20 مليون شخص بالمناطق الريفية. ويدعم مشروع إقليمي بقيمة 50 مليون دولار شراكة لمكافحة التلوث البلاستيكي في أنظمة الأنهار العابرة للحدود والبحار المشتركة في المنطقة.
وعرض تقريرنا الصادر بعنوان إطلاق العنان للتجارة الإلكترونية من أجل تكامل جنوب آسيا تحليلا عن كيفية تحويل التجارة الإلكترونية إلى محرك للنمو وتعزيز التجارة. يمكن أن تساعد التجارة الإلكترونية، عن طريق التوسع فيها، المنطقة على زيادة المنافسة وإنتاجية الشركات وزيادة الوصول إلى الأسواق وتدعيم الروابط التجارية بين البلدان.
تاريخ آخر تحديث: 11 أكتوبر/تشرين الأول 2019